الرئيسية / الرأي والرأي الاخر / د. سمير عبد الرازق يكتب :مسلمو العالم يحاربون بالوكالة

د. سمير عبد الرازق يكتب :مسلمو العالم يحاربون بالوكالة

قد يكون العنوان قاسيا حين تطالع ظاهر الكلمات لكن بقليل من التحرى فى دروب التاريخ الحديث ستجد صورة واضحة لشعوب إسلامية باتت تُستخدم فى كل صوب فضلا عن إستغلال أوطانها فى إستعمار طويل غير ملامح بعض الدول أضعف فيها الهمم والثروات وإستبدل فى بعضها اللغة العربية بلغات المستعمر ليس هذا فقط بل حول تلك الشعوب الغير منتجة إلى شعوب تحارب طيلة عقود وقرون بالوكالة دون غنيمة ولا منطق فباتت الشعوب المسلمة مجرد حشود بلا بوصلة تحركها مخططات المستعمرين سواء المخططات المبنية على دراسة هؤلاء المسلمين دراسة جدية من حيث الصفات والعاطفة مما يسهل صناعة طريق ظاهره نصرة دين وباطنه حرب بالوكالة لصالح عدوهم وتارة حروب على منطق عدو عدونا صديق ومخططات مبنية على المعتقدات المغلوطة لدى البعض وفى كل حال ينجح المستعمرون فى جر حشود المسلمين لحروب طاحنة لا ناقة لنا فيها ولا جمل مرورا بكل أشكال الإستعمار الفعلى حتى إستعمار الحروب الخقية الجديدة المسماه بحروب الأجيال الجديدة التى صنعها الأمريكان ولاقت نجاحا كبيرا فى النتائج حين نجحت أمريكا وحلفاؤها فى شطر الإتحاد السوفيتى شطرين وحين حولت الشرق الأوسط لبركة كبيرة تواجد فى مائها الملوث كل سوءات البشر وكل أطماع ونزاعات العالم ومازالت قضايا الشرق الأوسط بلا شطآن أمان واليوم نجح الأمريكان فى سحب وجر الشعوب الإسلامية والعربية خصيصا لحرب بالوكالة مع الصين بنفس الأكاذيب والفيديوهات المصورة والصور المزيفة وكأن شعوبنا هذه لا تتعلم من الماضى ولن تتعلم مستقبلا ففلسطين قبلتنا الأولى فى يد الصهاينة و سوريا حاليا مسرح كل شياطين الأرض واليمن مسرح دمى تحرك خيوطها الصهاينة والعراق ضحية الأمريكان المباشرة عدوانا وإحتلالا وليبيا مسرح الأدوات والمطامع الكبيرة وتونس فى أيدى أراجوز إخوانى وممثل قدير والسودان شطرين وقابلة لما هو أكثر ولبنان وبلاد الشام عموما مسرح الأقمشة الملونة ما بين الأسود التابع لإيران والأحمر التابع لتركيا وألوان تابعة لكل دولة طامعة تنفذ مخططات الحرب بالوكالة و إلى لمحات خاطفة ليست تفصيلية عن كيف تم إستخدام المسلمين فى كل عصر فى الحرب بالوكالة دون ناقة ولا جمل
ملايين من المسلمين شاركوا في الحرب العالمية الأولى في أوربا وإذا قمت بزيارة بوابة “مينين” العملاقة بمدينة “يبرس” البلجيكية، ستجدها مغطاة بأسماء الجنود الذين لقوا حتفهم خلال الحرب العالمية الأولى وليس لهم قبر معروف، وبلغ عددهم 54.607 جندي في بلجيكا وحده وبالرغم من أن عدد الجنود المسلمين الذين شاركوا بالحرب العالمية الأولى لصالح بريطانيا وفرنسا وروسيا وصل إلى 2.5 مليون، لم تتلقى هذه المشاركة ما يكفي من الدراسة والبحث مقارنة بكل ما تم كتابته حول بطولات الجنود الأوروبيين خلال الحرب العالمية الأولى فهم مسلمون حشود مستخدمة لغرض مجرد غرض دون ذكر بل حروب بالوكالة كالعادة وما أن بدأ الاجتياح الألماني لفرنسا، حتى قامت هذه الأخيرة باستدعاء جنود من الجزائر والمغرب وتونس، كما استدعت بريطانيا أيضا قوات من مستعمراتها وخصوصا الهنود، والذين عندما وصلوا، بملابسهم ذات الألوان الزاهية، حياهم البريطانيون المنهكون من القتال باعتبارهم “المنقذين” للجيش البريطاني ويظهر أثر قتلى الحرب من المسلمين واضحا بالمقابر الممتدة على مسافة 700 كيلومترا من بحر الشمال وحتى الحدود السويسرية وقد سعى البلجيكي “لوس فريير”، مؤسس منظمة “الجنود المنسية 14-19″عام 2012، إلى التعريف بالدور الذي لعبه الجنود المسلمون، حيث يؤمن بأنه لولاهم لخسر الحلفاء الحرب، كما يرى أن تسليط الضوء على هذا الدور يمكن أن يساهم في مواجهة العداء المتزايد ضد المسلمين في الغرب .
في أوج الحرب العالمية الثانية 1941/42 عندما دخلت القوات الألمانية في أراض يسكنها مسلمون في البلقان وشمال إفريقيا والقرم وفي القوقاز، بدأ في برلين اعتبار الإسلام كعامل مهم من الناحية السياسية. فالنظام النازي شرع خطوة خطوة في كسب المسلمين كحلفاء وتجنيدهم في الحرب ضد أعداء على ما يبدو مشتركين تمثلوا على سبيل المثال في الامبراطورية البريطانية والاتحاد السوفياتي وأمريكا واليهود. وفي مناطق الجبهة المأهولة بالمسلمين قام الألمان بدعاية دينية واسعة لتقديم النظام النازي كقوة حماية للإسلام. وفي بداية 1941 وزع الجيش النازي قبل دخوله شمال إفريقيا على الجنود كتيبا مدرسيا “الإسلام” لتلقين الجنود الألمان كيف يتعاملون مع المسلمين هناك. وفي الجبهة الشرقية في القرم وفي القوقاز حيث قمع ستالين بعنف الإسلام قبل الحرب شيد المحتلون الألمان حينها مساجد ومدارس قرآنية على أمل القضاء على الهيمنة السوفياتية. وعمل رجال الدعاية الألمان على تسييس النصوص الدينية أو مشروع الجهاد لتأليب المسلمين على الحلفاء والجانب الآخر تمثل في تجنيد عشرات الآلاف من المتطوعين المسلمين ابتداء من 1941 من جانب الجيش الألماني. وكان أولئك بوسنيون وألبان وتتار القرم ومسلمون من القوقاز وآسيا الوسطى.
وبعيدا عن النشأة الصهيونية لجماعة الإخوان المستخدمين بدءا منذ 1914 كفكرة لإستغلال الإسلام فى لعبة التوازنات ومواجهة أعداء أمريكا وإضعاف الشعوب المسلمة المستخدمة فقد لعب البنا على قضية كان الأمريكان يهتمون بها، ويحددون علاقاتهم بالأنظمة الحاكمة والقوى السياسية في دول العالم بناءً على الموقف منها، وهي قضية العداء والمواجهة مع الإتحاد السوفيتي، في زمن السعي لفرض أوسع هيمنة أمريكية على خريطة العالم لمواجهة المعسكر الاشتراكي بقيادة «ستالين»، وتوافقًا مع هذا السعي الأمريكي.. وفي مقابلة تمت بين حسن البنا وفيليب أيرلاند السكرتير الأول للسفارة الأمريكية بالقاهرة في 29 أغسطس سنة 1947- طلب البنا من الأمريكان تكوين «مكتب مشترك» من الإخوان والأمريكان لمكافحة الشيوعية، على أن يكون أغلب أعضائه من الإخوان، وتتولى أمريكا إدارة المكتب، هذا وقد كرر حسن البنا ذات الطلب مع ذات المسئول الأمريكي في مقابلة ثانية تمت في بيته بحضور بعض قيادات الإخوان، مبررا طلبه بأن يدفع الأمريكان «مرتبات» للإخوان مقابل محاربة الشيوعية– فيقول: “إن أعضاء الجماعة سيتركون عملهم الأصلي؛ لينضموا للخلايا الشيوعية للحصول على المعلومات، وبذلك سيفقدون مرتباتهم.. وإذا أمكن إبقاؤهم على أساس أنهم محققون وباحثون، فإن هذه المشكلة يسهل حلها
وللأمريكان فضل كبير في دعم وتأسيس التنظيم الدولي للإخوان فقد ساعدت المخابرات الأمريكية الجماعة في افتتاح كافة المراكز الإسلامية في أوربا، ومكنتها من السيطرة عليها بداية من 1982، وكانت علاقات المودة والتواصل جيدة بين الإدارة الأمريكية ومرشدي الإخوان، فقد تم استقبال عمر التلمساني، وقت كان مرشداً للجماعة، استقبالاً فاخراً في زيارته للولايات المتحدة .. نفس الشيء تكرر مع الشيخ حامد أبو النصر الذي منحته امريكا «تأشيرة مفتوحة» تم استخراجها في 24 ساعة، مصحوبة بدعوة لقضاء اجازة في الولايات المتحدة لكن حالته الصحية حالت دون اتمام الزيارة.
وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى ما صرح به مرشد الاخوان الاسبق عمر التلمساني عقب عودته من زيارة أمريكا، حيث أعلن في اجتماع لمكتب الارشاد في 15 سبتمبر 1985، عن قرار الإدارة الأمريكية اعتزامها دعم الجماعات الدينية، من خلال الجمعيات وذلك عن طريق سفاراتها في البلدان الاسلامية واليوم دول كتركيا وإيران وقطر زى إسلامى سلوك صهيونى وجماعات وكتائب ضالة وشعوب تعشق التضليل تحت نير نفس المسار القديم الحديث المتكرر
وتتوالى عمليات الإستغلال للشعوب المغيبة المستهلكة غير المنتجة فى نفس سياق جروب الجيل الرابع والخامس للدخول فى حرب جديدة مع الصين بكم كبير من نفس طرق التزييف للحقائق ونفس الإستخدام المتكرر لشعوب لا تتعلم
وللحديث بقية

شاهد أيضاً

حكاية مثل شعبى «إقلب القدرة على فمها تطلع البنت لأمها»

كتبت :دعاء منصور مثل نسمعه كثيرا، وهو منتشر فى كثير من البلاد العربية، باختلاف بعض …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *