جريدة الجمهور نبض الشعب وقلب الحقيقة
مقالات مشابهة
كتب : مأمون الشناوي
لم أشعر بالتعاطف مع الفنانة { وفاء مكي } وهي تذرف الدموع وتتوسل للمخرجين والمنتجين لكيّ يشركوها في أي عمل فني ، وهم يتهربون منها ، أو يعرضوا عليها أدواراً تافهة أو شرفية !!.
لم أتعاطف معها وهي تستغيث ، أنها لاتجد قوت يومها ، وأن ولدها جائع !!.
لم أتعاطف معها وهي تناشد رئيس الجمهورية أن ينفذها !!.
لم أتعاطف معها لقسوة قلبي – حاشا لله – ولا لثأر بيني وبينها ، ولكن لأن هذا هو حُكم الله العادل ، وليس من حقنا أن نعترض على حُكم الله وقدره في خلقه !!.
ولأنها في غمرة جبروتها نَسيّت هذا اليوم !!.
إنها تدفع ثمناً قد تأخر طوبلاً !!.
ثمناً ظنت أنه قد نُسيّ ، وذاب وغاب وانتهى بمرور الزمان !!.
تدفع ثمن جريمة تعذيب فتاتيّن بريئتيّن كانتا خادمتيّن عندها !!.
حرقتهما بالنار ، لسعتهما بالكهرباء ، أطفأت السجائر في جسدهما البضّ الرقيق ، حلقت شعرهما !!.
هنادي ومروة !!.
لم تراع الله في ضعفهما وفقرهما ورِقة حالهما وحال أهلهما !!.
ماتت إحداهما من قسوة التعذيب وضراوته ، وتشوهت الأخرى !!.
كأنما كانت في جبروتها سجّانة في جوانتانامو أو أبو غريب أو العقرب !!.
لم يخطر ببالها أن دعوة المظلوم تُفتح أمامها أبواب السموات السبع ، حتى تصل إلى سِدرة المنتهي والعرش ، وأنها مُجابةٌ مهما تأخرت ، وأنه ليس بينها وبين الله حجاب !!.
ولنا أن نتخيل كم الدعوات المصحوبة بالألم ، مع كل صرخة لطفلة ، أو آهة من قلبها ، وهي تتوجع تحت التعذيب ، ولاحوّل لهما ولا قوة !!.
والمدهش وقتها أن توعدتها طفلة من ضحاياها بأنها سوف تشرب من نفس الكاس يوماً ، فسخرت منها ، وقد جاء هذا اليوم !!.
إنه درس بليغ لكل قلبٍ قاسٍ ، ولكل غافل ، ولكل مُتجاهل وجاهل وجهول ، يظن أن ثأر الظلم يُنسى ، أو يضيع ، أو تجرفه أحداث الزمان ،
- لا والله ، وماكان ربك نَسيّا ، وليحذر الذين أدمنوا الظلم ثأر الله لهم ، ولو بعد حين ؛ فإنه يُمهل ولا يُهمل !!.
