الرئيسية / أخبار عاجلة / الزعيم محمد فريد.. نال البكوية في سن صغيرة وضحى بثروته من أجل القضية المصرية

الزعيم محمد فريد.. نال البكوية في سن صغيرة وضحى بثروته من أجل القضية المصرية

كتبت / راندا مراد

 

في مثل هذا اليوم 20 يناير تحل علينا الذكرى 156 لميلاد الزعيم الوطني محمد فريد أحد زعماء الحركة الوطنية المصرية؛ الذي تسلم زعامة «الحزب الوطني» بعد وفاة الزعيم مصطفى كامل، وقد بذل ماله وصحته في خدمة القضية المصرية، ولهذا خلده الكاتب الكبير عباس محمود العقاد في كتاب «رجال عرفتهم» ووصفه بأنه من أكبر أعلام الوطنية المصرية، ومن خيرة شهدائها الذين يستحقون التمجيد والتخليد.

 

الزعيم محمد فريد من كبار الزعماء الوطنيين في تاريخ مصر؛ وترأس الحزب الوطني بعد وفاة الزعيم مصطفى كامل، ونال محمد فريد بك رتبة البكوية وعمره لا يتعدى الثالثة وعشرين عاما أي بعد تخرجه من كلية الحقوق بأربع سنوات.

 

كان محمد فريد ينتمي لأسرة ثرية حصل منها على ثروة كبيرة، وكرس كل جهوده وثروته بالكامل في سبيل القضية المصرية وقد كان لتلك المساهمات الثرية أثر كبير في استقرار الحراك بشكل عام ونجاحه في التغلب على مصاعب الأزمات المالية والتضييق السياسي الذي واجهته الوفود المصرية.

 

أنشأ محمد فريد مدارس ليلية في الأحياء الشعبية في القاهرة لتعليم الفقراء مجانا وقام بالتدريس فيها رجال الحزب الوطني وأنصاره، ثم أخذ يعمم التجربة في الأقاليم، ووضع محمد فريد أيضا بذرة حركة النقابات، فأنشأ أول نقابة للعمال سنة 1909، كما عرفت مصر على يديه المظاهرات الشعبية المنظمة، وضع فريد صيغة موحدة للمطالبة بالدستور، طبع منها عشرات الآلاف من النسخ، ودعا الشعب إلى توقيعها وإرسالها إليه ليقدمها إلى الخديوي

 

وعن حجم ثروته فقد ورث نحو 1000 فدان من أجود الأراضي الزراعية واقتنى من عمله بالمحاماة عمارتين وكان يمتلك 5 أفدنة من أراضي البناء في القاهرة بخلاف رصيد كبير من المال في أحد البنوك.

 

وبرغم كل ما يمتلكه من كل هذه الثروة فإنه ضحى بها من أجل الحركة الوطنية فقد بدأ يستدين منذ عام 1910 وفقا لما نشرته جريدة الأخبار في عددها الصادر يوم 19 من شهر ديسمبر عام 1949.

 

وعرض عليه منصب الوزارة ثلاث مرات بالإضافة إلى تسوية جميع ديوانه إلا أنه رفض بشدة وتم سجنه بعد رفضه لمنصب الوزارة في المرة الثالثة.

 

وفي عام 1912 تم نفي محمد فريد إلا أن مشواره الكفاحي في سبيل الوطن لم يتوقف بنفيه فقد استمر فريد في الدفاع عن قضايا الوطن في الخارج وتجلى ذلك في مؤتمري السلام بجنيف عام 1912 ولاهاي عام 1913.

 

استمر محمد فريد في كفاح ونضالٍ طيلة حياته، حتى بعد أن أصابه المرض وبالرغم من نصيحة الأطباء له بالراحة إلا أنه لم يهدأ، فقد استمر في الدفاع عن قضيته ورسالته حتى وافته المنية في برلين عام ١٩١٩ وحيدا فقيرا حتى أن أهله لم يجدوا مالا كافيا لنقل جثمانه إلى أرض الوطن، فتكفل بها أحد التجار المصريين ونقل الجثمان على نفقته من برلين إلى أرض الوطن.

شاهد أيضاً

برنامج ساعه فنية على mbc masr في تغطية خاصة لموسم الرياض