وجه الدكتور «ح.س» رسالة نارية إلى الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان على خلفية الحادث الأليم الذى راح ضحيته أربعة وأصيب نحو ١٧ أخرين من الأطباء والتمريض والعاملين ، وآثار موجة من الغضب الشديد و السخط بين جموع الأطباء فى عموم مصر.
وكتب الطبيب في رسالته: «يا وزيرة الموت.. لقد نكأ حادث زملائي جرحا غائرا فى نفوس ملائكة الرحمة.. لقد تلطخت بالدماء ثيابهم البيضاء.. لقد آثار الحادث العديد من التساؤلات المشروعة عن سياسات وزارة الصحة فى التعامل مع العمود الفقرى للمنظومة الصحية، إلا وهو العنصر البشرى».
وأضافت الرسالة: «سيادة الوزيرة المبجلة.. للأسف الشديد سياسات وزارتك شديدة الالتباس.. سياسات وزارتك شديدة العشوائية وهى مشكلة مزمنة فى وزارة الصحة لأنها ليست منظمة وليس بها أى إطار مؤسسى.. بل مرتبطة بما يقرره الوزير من قرارات ارتجالية غير مدروسة».
واستكمل الطبيب رسالته قائلًا: «دعيني أصارحك سيادة الوزيرة أن إدارتك مثالا صارخا لسوء التخطيط.. وإهدار الموارد وعدم إدراك حكمة ترتيب الأولويات.. سياسات وزارتك لا تهتم سوى بالمبادرات التى تجذب الأنظار الإعلامية.. والتى تتم بشكل لا ينم عن دراية كاملة بمشاكل القطاع الصحى المزمنة من نقص الأطباء وتدنى رواتبهم والنقص فى المستلزمات والأدوية وغيرها من المشاكل المتفاقمة».
وأشار الطبيب في رسالته، إلى أنه لا جدوى للتدريب لطبيب لا يجد ما يستره ويجعله مستقر ماديا ونفسيا ليتفرغ للمهنة الأسمى، وليكون قادرا على الإبداع فيها.
وتساءل: ياسيادة الوزيرة هل يعقل أن تتعاقد الوزارة مع أحد المراكز الأمريكية الشهيرة لايفاد عدد من أصحاب الحظوة للتدريب بمقابل بلغ مليون دولار؟.. وهل هناك أي فائدة للتدريب إذا كانت المستشفيات متهالكة وخالية من الأدوية والمستلزمات؟.. وهل تدرك الوزارة التى لديها أكثر من 800 مستشفى حكومى أن هذه المستشفيات لاتقدم أكثر من 30% من الخدمة الصحية والباقى تقوم به المستشفيات الجامعية والخاصة والخيرية؟.. وهل يمكن أن تجهز الوزارة مراكز للإمومة والطفولة بتجهيزات تتعدى 300 مليون جنيه للمركز الواحد ومنها سبعة مراكز فى محافطة واحدة ولم يتم تشغيل أى منها ولم يدخلها مريض حتى تاريخه؟.
واختتم في رسالته: «أعلم ياسيادة الوزيرة أن عشرات الأسئلة لا إجابة لها عندك.. وأعلم أنه لا منطق ولا أى ردود مقنعة.. احتسبكم زملائي الشباب عند الله من الشهداء.. وأخيرا إن لم تتغير سياسة الوزارة فى التعامل مع الأطباء والتمريض ومراجعة أولوياتها.. فلن تكون هذه الحادثة هى الأخيرة.. خالص التعازى لأسر الشهداء ولا حول ولا قوة إلا بالله».