تأثير التكنولوجيا على الشباب والمجتمع

بقلم: مارينا رؤوف

أصبحت التكنولوجيا جزءًا أساسيًا من حياة الشباب في العصر الحديث، حتى إنها لم تعد مجرد وسائل ترفيه، بل تحولت إلى أداة مهمة للتعلم والعمل والتواصل. فمن ناحية سهّلت التكنولوجيا الوصول إلى المعلومات، ووفرت منصات تعليمية كثيرة تساعد الشباب على طوير مهاراتهم بدون أي تكاليف كبيرة. ومن ناحية أخرى فتحت مجالات واسعة للعمل عبر الإنترنت، مما أعطى الشباب فرصًا جديدة

للإبداع وكسب الخبرات.

ومع ذلك لا يخلو تأثير التكنولوجيا من سلبيات واضحة، أبرزها الاعتماد الزائد على الهواتف ومواقع التواصل، مما يؤدي أحيانا إلى شتت الانتباه وانخفاض مستوى التركيز. إضافة إلى ذلك قد تؤثر الصور المثالية المنتشرة عبر الإنترنت على ثقة الشباب بأنفسهم،

وتشجع على المقارنة غير الصحية.

ومن هذا المنطلق يقول الخبير التكنولوجى رامى عاشور أن تأثير التكنولوجيا على المجتمع فى الدول المتخلفة والواقع الذي نعيشه

سوف يؤدى الى انهيار القيم والمجتمعات

ما يحدث اليوم يؤكد أن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي سببت في تفكك الأسرة بالكامل بعد غياب الروح داخل البيوت فنحن

اليوم نعيش غياب الأسرة ككل ..

لا حوار لا دفء فقط أفراد منعزلون خلف شاشاتهم. الأبناء باتوا غرباء

عن آبائهم والأسر تفقد هويتها شيئًا فشيئًا.

كما أن التكنولوجيا أدت إلى انهيار القيم والمبادئ في سباق البحث عن الشهرة السريعة على وسائل التواصل أصبح الشباب مستعدين

للتنازل عن كل شيء.

انتشار المحتوى غير الأخلاقي والتفاخر بالمظاهر الفارغة جعل القيم

الإنسانية تبدو وكأنها من الماضي.

أيضا الأطفال أصبحوا ضحايا إدمان الألعاب الإلكترونية ومقاطع الفيديو التي تروج للعنف والانحراف. طفولتهم الطبيعية تستبدل بعالم

افتراضي لا يعرف الرحمة

هذا بخلاف الخصوصية المنتهكة في ظل الهوس بالتصوير والنشر على الإنترنت أصبحت الحياة الشخصية مشاعًا للجميع.الأسرار والمشاكل العائلية تُعرض على الملأ والبحث عن (الترند) يطغى

على كرامة الإنسان وخصوصيته.

فى حين قالة عصام متولى المتخصص فى تكنواوجيا المعلومات علينا

أن نعيد إحياء القيم الأصيلة بدءًا من داخل الأسرة ..

فالتكنولوجيا ليست عدوًا لكنها أداة يمكن استخدامها بحكمة.

يجب أن نعلم أبناءنا كيف يميزون بين ما يبنيهم وما يهدمهم.

مشيرا إلى تحديد الأولويات داخل الأسرة يجب أن يخصيص وقت للحوار والأنشطة المشتركة بين أفراد الأسرة أصبح ضرورة للحفاظ

على العلاقات.

قائلا : علينا أن نحرص على توجيه الأطفال والشباب نحو محتوى عليمي وثقافي ينمي شخصياتهم بدلاً من تدميرها.

وفي النهاية يمكن القول إن التكنولوجيا أصبحت ضرورة لا يمكن تجاهلها، ولكن استخدامها بشكل واع ومتوازن هو الطريق الأفضل للاستفادة من إيجابياتها وتجنب سلبياتها. فالشباب هم أكثر من يتأثر بها، وهم أيضا الأكثر قدرة على توظيفها لبناء مستقبل أفضل