محمود سعد
لم نسمع من قبل عن الأرقام الفلكية الدائرة حاليا فى سوق الانتقالات المصرى ولم يتطرق أى منا لتوقع هذه الطفرة الرهيبة فى النسب والأرقام بشكل دعا البعض للمطالبه بوقفه حساب من نوع خاص لكل من ساهم فى هذه الظواهر ودفعنا إلى واقع مرير تتكبد فيه خزائن الأنديه المليارات من الجنيهات دون عائد أو مردود فنى مقنع ..وانتشرت فيه عدوى التعاقد والتوقيع مع كل من هب ودب دون رقابه أو تدقيق أو حتى محاسبه فى حاله فشل هذه الصفقه وظهورها بغير ما صوره المنتفعون من بطانه المجالس والأدارات المختلفه هنا وهناك …لكم أن تتخيلوا لاعبا كان كل طموحه فى الحياه أن يتجاوز عقده حاجز المليون جنيه ليتفاخر بين زملاءه وأصدقائه أنه من من أصحاب العقود المليونيه ..ولكنه صار يرفض الأن مبدأ ترضيته ب200/300 مليون جنيه والغريبأن هذا التحول العجيب تم فى عامين أو ثلاثه فقط وليس خلال مده طويله وممتدة ..وقس على ذلك عشرات اللاعبين أوهموا من أمامهم أن الحياه والبطولات والمجد ينتظرهم حال التعاقد معهم دون غيرهم وأنه بضياع صفقه الفوز بخدماتهم سيضيع كل شئ بالنسبة لهم وفى النهايه يتساوى مردودهم الفنى مع آخرين لا تمثل عقودهم نسبه تذكر من عقود النجم اللامع صاحب الملايين ..فى مصر صارت أسهل وأقرب مهنه هى وكيل اللاعبين لدرجه أنك تجد مشجع الكره مجنون الارتباط باللاعبين لا يتردد فى أن يطلق على نفسه مدير أعمال النجم الفلانى واللاعب العلانى وعندما يتمادى فى طموحه يقول وكيل لاعبين أو خبير تسويق ..ولا مانع من التقدم للحصول على دوره أو أثنتين سواء من أتحاد محلى أو أخر قارى فهى عمليه سهله بل أسهل من السهولة نفسها وهناك من يسعى لدعم شقيق أو قريب حتى يسمح له أن يكون وكيلا لأعماله ..وبالتالي الأنقضاض على صفقه أو عقد له والحصول على رقم مالى يصل فى بعض الأحيان لملايين الجنيهات ..وكلها من مقدرات الانديه ومن أموالها ..وليس من حسابات القائمين على إدارتها …الملفت للنظر انك تجد لاعبا من بلد شقيق أو مجاور وقد بلغ طموحه فى ناديه الحصول على عقد ممتد لموسمين أو ثلاثه وبمقابل مالى لا يتجاوز ال 100 الف دولار على سبيل المثال فى الموسم الواحد وعندما يقع عليه أختيار عمالقه وأساطير الكره لدينا ..يتغول فجأة ويطالب بالحصول على مليون وأثنين من الدولارات فى الموسم الواحد أيضا وكأن الدورى المصرى قد تجاوز كل الحدود فى الثراء..المهم أنه بعد هذا الكم من المغالطات والأرقام الضخمه تجد بعضهم يتحدث بنعمه الانتماء والولاء وحب الكيان والتضحية من أجله ولا يتردد أى منهم فى الاستجابة لنداء الرحيل والبحث عن فرصه أخرى فى الداخل أو الخارج إذا اتيحت له زياده ماليه قد لا تتجاوز ال100 الف دولار عن أى أنتماء يتحدث هؤلاء ؟!