الرئيسية / غير مصنف / رابطة الأندية.. من فوضى اللجان إلى نظام الدوريات المحترفة

رابطة الأندية.. من فوضى اللجان إلى نظام الدوريات المحترفة

أخيرًا، الكرة المصرية بدأت تخطو على الطريق الصحيح. لا.. دي مش مبالغة ولا كلام وردي بنقوله فى موسم تهنئة. إحنا قدام مشهد لازم نوقف عنده، ونقول: آه، فى حد شغّال، و فى مجهود بيتعمل.. والدوري أخيرًا بقى ليه شكل!
رابطة الأندية المصرية، بقيادة مجموعة من الأسماء اللي دخلت المشهد بخطة واضحة، قدرت تحقق نقلة نوعية فى تنظيم الدوري المصري الممتاز، بعد سنين من الروتين، والتأجيلات، وعدم الشفافية. لما يبقى عندك دوري بـ18 فريق، و فى نهاية الموسم تعرف تقول: آه، أنا عارف إمتى بدأ وإمتى هينتهي.. يبقى فيه شغل محترم لازم نشيد بيه.
الانضباط.. مش شعار، ده واقع السنة دي، لأول مرة من سنين، شفنا جدول ثابت.. مش جدول بيتغير كل أسبوع. شفنا مباريات بتتلعب فى مواعيدها.. مش بترحل علشان الظروف الأمنية أو الارتباطات الإفريقية. وكل ده حصل، ليه؟ لأن الرابطة قررت من البداية إنها تبقى صاحبة القرار، ومش مجرد جهة تنفذ تعليمات. الانضباط مش بس فى المواعيد، لأ.. كمان فى التعامل مع الجماهير. اللي حصل فى دخول الجمهور خلال المواسم الماضية كان تحدي صعب، لكن الرابطة حطت قواعد، واحترمتها، والجمهور التزم. شفنا ملاعب بتنور من جديد، وأصوات الجماهير راجعة للمدرجات، مش فى فيديوهات قديمة على يوتيوب.
التوازن بين الأندية.. الكل له صوت
ميزة رابطة الأندية إنها جمعت ممثلين من كل الأندية، وكل صوت بقى له وزن. مفيش بقى تحيّز لنادي بعينه أو محاباة زي ما كنا بنسمع زمان. كل الأندية بقت عارفة حقوقها، وعارفة إنها مش لوحدها. حتى فى أصعب اللحظات، لما حصلت أزمات بين الأندية والحكام، أو لما بعض الفرق كانت معترضة على جدول مباريات مضغوط، الرابطة وقفت على مسافة واحدة من الكل. اتكلمت بلغة العقل، وسمعت للكل، ودي كانت خطوة مهمة عشان الدوري يمشي من غير ضجيج مفتعل.
تسويق الدوري.. بداية الطريق للاحتراف
طيب.. مش الدوري لازم يتباع ويتشاف؟! الرابطة عرفت تدير حقوق البث والتسويق بشكل أفضل من السنين اللي فاتت. ولأول مرة بقالنا سنين طويلة، نسمع عن مفاوضات مع رُعاة جداد، وبداية التفكير فى إن الدوري المصري يبقى منتج قابل للتصدير، مش مجرد بطولة محلية بنلعبها عشان نخلص جدول ونبعث اسم البطل للكاف. العمل على تطوير الهوية البصرية للدوري، وتحديث طريقة عرض المباريات، ومحاولة إدخال التكنولوجيا فى التنظيم، كلها مؤشرات إننا رايحين على شكل دوري محترم.. دوري الناس تحترمه مش بس علشان فيه أهلي وزمالك، لكن علشان هو نفسه ككيان ليه قيمة.
التحكيم.. التحدي المستمر ومع كل النجاحات دي، مفيش حاجة كاملة. التحكيم المصري لسه محتاج إعادة نظر. رغم إدخال تقنية الـVAR، ورغم وجود لجنة حكام بتحاول تطور الأداء، لكن المشاكل لسه موجودة. وده مش انتقاد للرابطة، بالعكس.. ده دعوة إنها تحط ملف التحكيم كأولوية قصوى فى الموسم الجاي.
ليه؟ لأن مفيش دوري محترم من غير عدالة واضحة. والمشجع مش هيسامحك لو لقى ناديه خسر بنقطة أو اتنين علشان خطأ تحكيمي فج. الشفافية مطلوبة، ومفيش مانع من استقدام حكام أجانب فى بعض المباريات، خاصة الحاسمة.
الجمهور.. الروح اللي رجعت
الجمهور هو اللاعب رقم واحد فى أي دوري فى العالم. ورجوع الجمهور بشكل تدريجي ومنظم للمدرجات، كان قرار شجاع ومحسوب من الرابطة. شفنا جمهور الإسماعيلي بيملأ ملعبه، جمهور الاتحاد بيهز الإسكندرية، حتى الأندية الجماهيرية فى الدرجات الدنيا، بدأ صوتها يُسمع.
ومن هنا نوجه رسالة: كمّلوا فى الطريق ده، ووسّعوا قاعدة حضور الجماهير.. مش بس للفرق الكبيرة، لأ، كل الأندية تستحق تشوف جمهورها.
الختام: الطريق بدأ.. ولسه المشوار طويل
هل وصلنا للدوري المثالي؟ لأ، ولسه بدري. لكن هل فيه بوادر تغيير؟ آه، وبوضوح. رابطة الأندية المصرية حطت نفسها فى مكانة تستحق الاحترام، وقدّمت نموذج ممكن البناء عليه. والأهم، إنها أعادت الثقة لجمهور الكرة فى إن فيه أمل. الكرة المصرية تستحق إدارة محترفة، مش مجرد لجان مؤقتة. والرابطة قدمت أول مواسم شبه متكامل من حيث التنظيم، وفعلًا قدرت تنقذ الدوري من الفوضى اللي كان بيعاني منها. وإحنا كمحبين للكرة.. علينا نكمل الدعم، وننتقد بحب، ونحلم.. لأن الحلم لما يبقى على أساس، ممكن يتحقق.