مجرم لا يعاقب تكتب: أمينه عبده.

في عالم السوشيال ميديا، الكلمة ممكن تقتل قبل الرصاصة، واللايك ممكن يبقى شهادة زور.

وسط كل ده، بدأت قصة “آدم وعُمر” — اتنين أصحاب عاشوا يومهم بين اللعب، البث المباشر، والضحك اللي في ظاهره بريء، لكنه خبّى جواه لعبة قاتلة.

 

اللعبة اسمها “لبورين كبتشينا” — فيها تحديات نفسية غريبة، قرارات صادمة، وضغط من الجمهور اللي بيتابع كل خطوة كأنها فيلم حي.

آدم كان بيحاول يثبت نفسه قدام الناس، يثبت إنه الأقوى، الأكثر جرأة، والأكتر متابعة.

لكن الليلة اللي بدأت بتحدي بسيط… خلصت بصرخة مدوية، ودم على الأرض.

 

الخبر انتشر في دقيقة، الفيديوهات اتشاركت في ثواني، والتعليقات ما خلّتش رحمة:

“يستاهل”، “هو السبب”، “اللعبة السبب”، “فين أهله؟”

كل الناس بقت قاضي وجلّاد في آن واحد، والسوشيال ميديا اتملت محللين، ومبررين، ومحبين للعنف باسم الحقيقة.

 

لكن السؤال اللي محدش سأل نفسه بجد:

مين المجرم الحقيقي؟

هل هو الولد اللي انهار تحت ضغط لعبة وناس بتشجعه على الغلط؟

ولا المنصة اللي سمحت بعرض محتوى خطر؟

ولا الجمهور اللي صفق للجريمة قبل ما تحصل؟

 

في لعبة “لبورين كبتشينا” كان الخط الفاصل بين الواقع والخيال رفيع جدًا،

واللي شافها مجرد ترفيه ما عرفش إنها بتفتح أبواب لعقول مش جاهزة تشوف الألم كنوع من التسلية.

آدم مش وحش من وِرَق، هو انعكاس لواقع اتكسر فيه ميزان الضمير.

ضحك الجمهور، زاد التحدي، ووقعت الكارثة — بس محدش اتحاسب غير الضحية.

 

السوشيال ميديا… العدالة الزائفة

 

في زمن السرعة، الناس ما بتستناش الحقيقة، بتصنعها.

منشور واحد كفيل يدمّر حياة، وبوست ممكن يقلب مجرى تحقيق.

والناس اللي بتتعاطف اليوم، بتكره بكرة.

وما بين كل ده، بيطلع السؤال:

هل آدم هو “المجرم الذي لا يُعاقب”؟ أم نحن مجتمع لا يُحاسب نفسه؟

 

لما اللعب يبقى جريمة

 

الألعاب مش دايمًا خطر، لكن لما تُستخدم بدون رقابة أو وعي، بتتحول لمعمل تجارب للأفكار المريضة.

 

الجمهور اللي بيشجع، والناس اللي بتسخر، هما شُركاء في الجريمة.

 

اللي بيدوّر على التريند بأي تمن، لازم يعرف إن كل مشهد عنف بيتشارك، بيغذي عقل حد ممكن ينفّذه فعلاً.

 

في النهايه..

 

“مجرم لا يُعاقب” مش قصة عن قتل بس، دي قصة عن مجتمع فقد بوصلة الرحمة.

عن ناس بتضحك على مصايب غيرها، وتنسى إنها في يوم ممكن تبقى مكانهم.

والعدالة الحقيقية مش دايمًا في المحكمة، أحيانًا مكانها في الضمير اللي مات وهو بيتفرج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *