الرئيسية / أخبار عاجلة / “الصراع النفسي والنجاح “

“الصراع النفسي والنجاح “

كتبت : شيماء جابر

 

على الرغم من أن المتطلبات المتناقضة كثيرا ما تصيبنا بالتوتر والقلق وتدفعنا لارتكاب أخطاء، فإن تبني الأفكار المتعارضة قد يكون سر الإبداع والقيادة.

 

كثيرا ما تنطوي الحياة العملية على التوتر والشد والجذب عند محاولة تلبية متطلبات عديدة متناقضة. فالأطباء والممرضات ينشدون توفير أعلى مستوى ممكن من الرعاية الصحية بأقل تكلفة، والموسيقار يريد الحفاظ على نزاهته الفنية وتحقيق أرباح وفيرة. أما المدرس فيلتزم بفرض نظام وقواعد قاسية لمصلحة الطلاب.

 

وعندما يشعر المرء أنه يتجاذبه اتجاهان متناقضان في آن واحد، يعتريه التوتر والضغوط النفسية. لكن بعض الأبحاث المثيرة تشير إلى أن هذه الصراعات النفسية كثيرا ما تكون مفيدة.

 

إذ أجرى علماء نفس وأخصائيو العلوم التنظيمية عدة دراسات وتوصلوا إلى أن الأشخاص الذين يتعلمون تقبل المتطلبات المتناقضة والتوفيق بينها، بدلا من رفضها، كانوا أكثر قدرة على الإبداع، وأفضل أداء وأظهروا قدرا أكبر من المرونة من نظرائهم، إذ عززت القيود المضاعفة من أدائهم.

قوة الصراع النفسي

تخطى البودكاست وواصل القراءة

البودكاست

تغيير بسيط

تغيير بسيط (A Simple Change)

تغيير بسيط: ما علاقة سلة مشترياتك بتغير المناخ؟

 

الحلقات

البودكاست نهاية

وأشارت مجموعة من الدراسات إلى أن إدراك التناقض والتأقلم معه قد يساعدان أيضا متوسطي الذكاء في حل المشاكل اليومية، والمؤسسات في تحسين الأداء.

 

ففي إحدى الدراسات طلبت ميرون سبيكتور، الأستاذة المساعدة للسلوك التنظيمي بالمعهد الأوروبي لإدارة الأعمال (إنسيد)، من المشاركين أن يكتبوا ثلاث عبارات متناقضة، قد تكون معتادة مثل فكرة “الجلوس قد يكون أكثر إرهاقا للمرء من المشي”، على أن “تبدو هذه العبارات في ظاهرها متناقضة ولكن قد تكون صحيحة”. ثم خصعوا لاختبارين لقياس مستويات الإبداع.الأول اختبار تداعي المعاني، الذي يتطلب من المشارك أن يبحث عن كلمة مشتركة بين ثلاثة بدائل مختلفة. فما هو القاسم المشترك، على سبيل المثال، بين “الالتهاب والكتف والعَرَق”؟ الإجابة هي نزلة البرد. وإذا توصلت إلى الإجابة الصحيحة، فستكون قادرا على تحديد الروابط الخفية بين الأفكار المختلفة، وهذه القدرة تعتمد عليها أشكال عديدة من مهارات التفكير الإبداعي.

 

والاختبار الثاني هو “معضلة الشمعة”، إذ عرض الباحثون على المشاركين صورة لمنضدة عليها شمعة وأعواد ثقاب وصندوق مسامير، بجوار جدار من الورق المقوى. ثم منحهم الباحثون ثلاثة دقائق للتفكير في طريقة لتثبيت الشمعة على الجدار بحيث تحترق بشكل مناسب دون أن يسقط الشمع الذائب على المنضدة أو الأرض، باستخدام المواد المتاحة فقط.

 

وكانت الإجابة الصحيحة هي تفريغ الصندوق ووضع الشمعة بداخله ثم تثبيت الصندوق بمسمار على الجدار. لكن معظم المشاركين لم يدركوا أن الصندوق نفسه يمكن استخدامه في حل المعضلة، ووقعوا في حيرة من أمرهم.

 

ولاحظت ميرون سبيكتور أن المشاركين الذين طُلب منهم التفكير في عبارات متناقضة كان أداؤهم أفضل نسبيا في المهمتين، مقارنة بالمجموعة الأخرى التي طلب منها التفكير في كتابة ثلاث عبارات “مثيرة”.

 

فقد توصل 35 في المئة من المشاركين الذي تأملوا التناقضات إلى حل لمعضلة الشمعة، في حين لم يتمكن إلا 25 في المئة من المجموعة الأخرى من حلها.

 

وبالرغم من أن هذه العبارات المتناقضة لا علاقة لها بالمهمة، فإن مجرد التفكير في الأفكار المتضاربة وتأملها من الواضح أنه يحرر الفكر من القيود المعتادة، ويساعد على التفكير بطريقة خلاقة أو “خارج الصندوق”.وبرهنت ميرون سبيكتور في بحثها على فوائد التفكير في الأهداف المتضاربة في الكثير من الوظائف. فالأشخاص الذين طُلب منهم إمعان النظر في متطلبات مزدوجة ومتضاربة، مثل تخفيض التكاليف وزيادة الابتكارات إلى أقصى حد، كانوا أكثر إبداعا من نظرائهم الذي انصب اهتمامهم على هدف واحد فقط، فالمتطلبات المتضاربة كانت تحفز التفكير.

شرارات ابتكار

لكن كيف يمكن الاستفادة من هذه الأبحاث؟ أوصت ميرون سبيكتور في دراستها بأن تدون جميع التناقضات التي تصادفها، وأن تهتم بالتفكير فيها وتأملها قبل أن تبدأ في حل المشاكل. وإذا عجزت عن التوصل إلى أفكار جديدة، فبإمكانك البحث عن التناقضات التي ألهمت علماء مثل أينشتاين وبور. وتزخر الفلسفة الإغريقية بالأفكار المتناقضة التي قد تساعدك في توليد أفكار خلاقة جديدة.

ربما لا تتوصل في النهاية إلى حل وسط بين النقيضين، لكن التفكير في حد ذاته حول إمكانية التوفيق بين هذه المشكلات قد يحفز قدرتك على الإبداع في مجالات أخرى.

شاهد أيضاً

وفاة طالب أثناء لعب كرة القدم بأحد الملاعب فى العجوزة

كتبت: مي وليد لقى طالب مصرعه أثناء لعب الكرة في أحد الملاعب بالعجوزة، وأشارت التحريات …