مرارة الموت في مرارة فراق عمي ….!!!
تأتيك أيام لا تدري فيها ماهية الأمور التي تدور حولك تتذكر فيها كل مواجعك، تتساءل فيها عن مجرى حياتك وعن تفاصيلها. وبعد حين من التفكير والمناقشة الذاتية مع نفسك حول الماضي والحاضر، ستتذكر أن الدنيا فانية وأن رحلة الحياة ستنتهي ذات يوم عاجلا أم آجلا.
سنفارق أحباءنا الذين قلنا عنهم ذات يوم أننا لا نستطيع العيش بدونهم. سنحاول بعدها النسيان، سنتأوه وجعا وسنبكي باستمرار وعند كل خيبة أمل سنتذكر كل ما تناسيناه من قبل. فالموت موحش والفراق مر كنَبات الصبر . فالكل يعلم بأن الموت تذكرة وعبرة وأنه لا يختار ولا يفرق بين الغني أو الفقير والمرأة أو الرجل والحبيب أو العدو.
هو فقط يأتي عندما ينتهي الاجل ويحين موعد الرحيل باختصار كل شيء مكتوب في اللوح المحفوظ.
فلم أعد أحس بطعم للحياة مثل السابق فقد أخذت المنية مني أُمّا حنونة وأبا كان سند علي ظهري كلما أتعبتني مشاكل الحياة واخير عما صادق المشاعر قلبه ملئ بالحب كان سند وعونا لي بعد والدي .
لم يشرعني يوما بفراق الوالد إلا أنه برحيله تذكرت والدي وفراقه الذي طال غيابه .
تعلمت من عمي كل صور الاحترام والرحمة ومعنى الحب بأطهر تفاصيلها.
كان نموذج للرجل المحب لأهله والعشاق لهم ولا يقطع صلة الرحم أبدا بل يسأل عن الكبير والصغير ويضحك مع الكل ويداعب الصبيا والاطفال لعسقه لهم وكل من يجلس بين يديه
بكل
كان خبر مچيئه من أسعد الاخبار لنا ولغيرنا ولمن حولنا
عمي كان شخصا نادرا بحق يتعلم منه الجميع الاحترام وفضل التقدير لغيره
كنت أناديه بعمي وكان هو ينادي بعمي
فحنانه يغدق البعيد والقريب ورحمته تشفي القلوب الدامية.
هكذا كان عمي رحمة الله عليه كان شديد العطاء اسم علي مسمي وصفي الروح لكل من يعرفه
فراقه ترك بداخلي الكثير من الجراح تداركت عمقها ونزيفها بالصبر علي فراقه بعد أن أيقنت أننا لن نلتقي .
رأيت في عمي اخلاق من تعاهد على المودة والوفاء، يعرف اصول العشرة المديدة وصان الرباط بيننا وبين اخوتي وجعله متينا ومليئا بالحب.
في يوم وفاته احسست بأنني كالذي يفقد روحه وسط ثنايا الحزن ويعجز عن مجاراة القدر
أو إبدال المكتوب الذي لا سبيل لتغييره
فكنت كالطير الجريح فالخبر كسر وحطم قلبي وايقنت حقا أنه لا مرارة في الموت إلا مرارة الفراق.
والغريب أنني تماسكت كثير بعد خبر فراقه الي أن اغلق عليه باب القبر فشعرت بحالة غريبة وشعرت بألما كبيرا ودموعي كالشلال لا تتوقف عن الانهمار وأخذت أردد لقد مات عمي نبع الحب والحنان صاحب البسمة الجميلة عمي الذي اناديه بعمي ويناديني بعمي.
وأصبح لساني يردد وداعا وداعا يا عمي أبلغي سلامي لأبي وأمي .
وايقنت بأن الموت هو فراق وحرمان شديد وقسوة يصعب التأقلم معها وتذوقت مرارة الفراق بعد رحيله .
وتزداد مرارة الفراق كلما اقتربنا من مواقف كانت تجمعنا به وتعايشنا سويا معه ومع أحبابنا واهالينا .
اشعر بمرارة في فراق عمي في تهنئته لي بقدوم ايام الخير واطمئنانه علي وعلي اولادي واخوتي .
اشعر بمرارة في فراق عمي في أول ليلة من ليالي رمضان وهو يهنئني بقدوم هذا الشهر الكريم .
اشعر بمرارة في فراق عمي في غياب عن حضوره الافطار السنوي الذي سنه لنا والدي رحمة الله عليه .
اشعر بمرارة في فراق عمي في جلوسه بين أيدينا يداعبنا ويلاعبنا وضحكاته تملئ المكان .
اشعر بمرارة في فراق عمي في عدم حضور ليلة العيد ولا اري أنه سيكون عيدا من غيرة .
اشعر بمرارة في فراق عمي في عدم سماع صوته بعد الان وهو ينادينا ويهنينا
فرحم الله عليك عمي يا من كنت اناديه بعمي وكان يناديني بعمي .