كتبت / راندا مراد
قدم شخصيات شهيرة في تاريخ السينما المصرية ليسطر بموهبته التمثيلية تاريخًا طويلاً وصل إلى 200 مسرحية وأكثر من 100 فيلم مصري، حيث أن نبرة صوته المميزة ونظرة عينه الثاقبة كانت من أهم المميزات التي ساهمت في حفر اسم الفنان الراحل حسن البارودي في تاريخ السينما المصرية.
وهو أيضا من القلائل أصحاب الافيهات والعبارات ذات المغزى المؤثر والتي أحيانا يطلقها على سبيل المزاح والسخرية مثل جملته الشهيرة من أحداث فيلم باب الحديد “تعالى يا قناوي هجوزك هنومة”.
كما ساهمت براعة أداءه في المجال المسرحي فى تسليط الأضواء عليه وهو ما أهله لينال العديد من الأدوار السينمائية فتجاوز رصيده المائة فيلم وكان أول أفلامه “بنت النيل” عام 1929 بمشاركة الفنانة والمنتجة عزيزة أمير، وشارك بعدها في عدد من الأعمال البارزة، من بينها “باب الحديد، الشيماء، الطريق، زقاق المدق، هجرة الرسول.
وقد تعرض حسن البارودي لمأزق فعندما وقف أمام الفنان عبدالمنعم إبراهيم أثناء تأدية دوره على مسرح الحكيم أمام الجمهور تعرضا لموقف محرج، حيث انقطع التيار الكهربائي فجأة، وفقا لما نشرته جريدة أخبار اليوم فى 6 مارس عام 1971.
وقام عبد المنعم إبراهيم على اثر ذلك بمحاولة تهدئة الجمهور بإلقاء الافيهات والنكت ولكن دون جدوى.
وبعد انتظار أكثر من ساعة على أمل أن يعود التيار الكهربائي دون جدوى اقترح المخرج نبيل الألفي بإضاءة المسرح بالكلوبات ، لكن الممثلين اعترضوا بسبب احتياجهم التيار الكهربائى في المؤثرات الصوتية.
وقد صعد الفنان الراحل حمدي غيث إلى المسرح محاولا إنقاذ الموقف وقام بمناقشة الجمهور على أن هذا الموقف لا دخل لهم فيه وطالب منهم بروح الفنان البحث عن الحل، وبعد عدة حلول تم الاتفاق على أن الحل الأمثل ان يعود الجمهور في اليوم التالي لمشاهدة المسرحية.
كما قدم حسن البارودي، بمهارة دور المحلل كشيخ للعمدة في فيلم “الزوجة الثانية” بشكل ساخر، وبأسلوب غير متكرر، وبصمة أدخلته في تاريخ النجوم الكبار.
وكان البارودي التحق بفرقة يوسف وهبي كممثل، إلا أن “وهبي” رفض طلبه لاكتمال عدد أعضاء فرقته، ولم يجد البارودي مفرا في العمل كملقن وارتضي بذلك عله يحصل علي فرصة في يوم من الأيام، إلى أن ابتسم له الحظ.
وجاءت تلك الفرصة لحسن البارودي، حينما اعتذر الفنان استيفان روستي، عن تمثيل دوره في مسرحية “غادة الكاميليا”، فأسند إليه الدور انقاذا للموقف وأداه بنجاح كبير مما جعل مدير الفرقة يطلب منه الاستمرار في تمثيل الدور والاطاحة باستيفان روستي.
وقد حدث في عام 1965 أن تسلم البارودي خطاب يفيد بإحالته إلى المعاش فكان طعنة كبري هدت كيانه وإصابته بخيبة الأمل والانكسار فهو ما زال قادرا علي العطاء بل والتألق، والتميز رغم ما تقوله الأرقام ببلوغه سن المعاش وعبثا حاول جاهدا العودة إلى عشقه الأوحد، إلا أن أحدا لم يستجب لشكواه فاعتكف في منزله حتي وفاته في 18 من يناير عام 1974.