105 يوم رأينا فيها الغزوات وأحداث السيرة بمؤمنيها ومنافقيها ومثبطيها وكفارها رأي العين!!
105 يوم قدموا فيها صورة الإسلام الناصعة…بدءا من الصبر واحتساب الأجر، وحتى معاملة العدو وهو في الأَسْر!!
105 يوم رأينا فيها كيف أزالت العقيدة الصحيحة في يوم…ما منعته الأسوار والحدود في قرن!!
105 يوم رأينا فيها كيف تهشمت الميركافا، وتفرق الجنود، وتحطمت معنويات دول وأنظمة أمام جندي أعزل إلا من إيمان وبارودة صنعها بنفسه تحت الأرض وهو محاصر!!
105 يوم رأينا فيها خيانة من الجيران تكفي لألف عام!!
105 يوم سالت فيها دماء، وبُحت فيها أصوات، وهدمت فيها بيوت وصوامع وبِيع ومساجد كان معشارها كفيلا بإزالة العدو من الوجود، وليس فقط الزحف إلى الحدود!!
105 يوم أبى الله فيها إلا يكتشف العالم قسوة اليهود، ووضاعة الغرب، وخيانة الجار، وقوة الإيمان وإن قل أهله!!
105 يوم أيقن معها الكثيرون من أحرار العالم أن المصحف بغير سيف يحميه، يُطمع أهل الكفر فيه!!
105 يوم أيقظت شبابا وفتيات، وأحيت الأمة من طويل سُبات!!
105 يوم امتلأت خلالها بيوت الآلاف من أهل الغرب بالمصاحف… فعقيدة هؤلاء أصحابها تُغري بالبحث فيها وعنها!! والغرب كان يبحث عن هكذا دين وعقيدة.
105 يوم كان الناس فيها على ضربين:
صاحب قضية لم يذهب وجعها عن قلبه طرفة عين…. وقصير نفس حزِن يومين، وقاطع أسبوعين… ثم انصرف لما كان عليه تاركا أمه في العراء، وأخته جريحة بلا دواء!!
105 يوم عاد للقدس والأقصى وفلسطين ألَقُهم، وصدارتهم، ومكانتهم… حتى ولو كان الثمن تسعين ألف شهيد وجريح… فالأرض المباركة تستحق!!
105 يوم والعدو يتوجع ويتألم لكنه يصبر نفسه علَّ المجاهدين يصرخون أولا، وحاشا لفتية ربتهم المصاحف والمساجد أن يسبقوا بالصراخ.
105 يوم جعلتنا نعيد ترتيب أولويات حياتنا، ونعيد النظر فيما ينبغي أن نربي عليه أولادنا.
105 يوم ولم تدخل سيارة إسعاف، أو شاحنة طعام، أو برميل وقود إلا بإذن عدونا، مع أن إخواننا محاطون بنا!!
واسوأتاه والله من لقاء ربنا!!
105 يوم وشباب الأمة يبدع في نشر القضية، وبث الأمل، وكبت العدو بسيف الإعلام والأقلام…حتى ييسر الله لهم الجهاد بالحسام!!
105 يوم من عودة الأمة إلى ربها ودينها ووعيها… مما ضيع على عدونا مائة عام من الكذب والخداع والتضليل.
105 يوم تبدلت فيها القدوات… فها هم الشباب يرسمون الضيف والسنوار وأبوعبيدة على دفاترهم، وجدران قلوبهم بعدما كان التافهون ملهميهم، ولقياهم أقصى أمانيهم!!
105 يوم…غيرت الدنيا، وحركت ماء العالم الراكد…فحق لهم أن يسموها الطوفان!!
وإذا لم تكن أحداث غزة طوفانا…فكيف يكون الطوفان؟!