بقلم: ماجد أشرف.
في بلدنا، كل ما تحصل أزمة أو يتلخبط الحال، أول سؤال بيطلع على السطح: مين اللي أكل الجبنة؟
مش المقصود هنا الجبنة اللي في التلاجة، ولا لقطة في فيلم كوميدي، لكن الجبنة اللي بتمثل “الفرصة” أو “الحق” أو “الثروة” اللي بتختفي دايمًا من نصيب الناس البسطاء!
الجبنة دي رمز للحلم اللي بنجري وراه كل يوم، سواء كان شغل، عدالة، أو حتى لقمة عيش بكرامة. ومع ذلك، بنصحى نلاقي الجبنة اختفت، والريحة بس هي اللي فاضلة! وكل مرة نفس السيناريو: وجوه مبتسمة في الكادر، وشعارات بتتكلم عن التغيير، لكن في الكواليس… في حد أكل الجبنة وساب الفتات.
الغريب إننا كل مرة بندور على “اللي أكل الجبنة”، ومش بنسأل نفسنا إحنا ليه سايبينها من غير حارس!
ليه بنصدق إن اللي ماسك السكين هو اللي هيقسمها بالعدل؟ وليه ما بنتعلمش نحط الجبنة في علبة شفافة، الكل يشوفها ويتأكد إنها لسه موجودة؟
القصة مش عن الجبنة في حد ذاتها، القصة عننا… عن وعينا، عن صمتنا، وعن كل مرة بنشوف اللي بياخد حقه وحق غيره ونعدّيها.
ويمكن السؤال مش مين اللي أكل الجبنة؟، لكن إحنا هنعمل إيه لما نعرف مين أكلها؟
يمكن في ناس تاكل الجبنة، لكن مفيش حد يقدر ياكل حبنا لمصر.

هتفضل مصر الجبنة اللي عمرها ما تخلص، واللي طعمها ما يعرفوش غير اللي اتعبوا عشانها.
أخبار الجمهور نبض الشعب وقلب الحقيقة