كتب:ماجد أشرف
الأثنين، 3 نوفمبر 2025 2:20 ص
جريمة مروعة في تفاصيلها، والأكثر إيلامًا في ذلك أن الضحية فيها طفلة بالكاد تخطت عامها الأول بعد العاشرة، والجاني هو والدها الذي تفنن في تعذيبها وترويعها زعمًا بأنه يؤدبها، فكانت النهاية جثة تعرضت لأشد أنواع التنكيل والعذاب، ودموع أم لا تملك من حطام الدنيا شيئًا سوى حرقة قلبها التي تنهش فيها ولا تفعل معها شيئًا غير طلب القصاص من قاتل ابنتها تارة، والدعاء تارةً أخرى بأن يربط الله على قلبها ويلهما الصبر على وحيدتها التي كانت كل ما لها في الدنيا.
وسط أحد المنازل الحديثة بين الريف في قرية النخاس وسط مركز الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية، وعلى مقعد بسيط داخل البيت الفسيح، جلست والدة الصغيرة «چيهان» تروي كواليس ما جرى وتفاصيل نهاية ابنتها على يد الشخص الذي من المفترض أن يكون أقرب الناس لها «والدها».
«قلع ضوافرها وكان عاوز يقطع لسانها».. جملة مقتضبة تفوهت بها الأم بطريقتها البسيطة كأنما تلخص ما لا يمكن تلخيصه من العذاب الذي لاقته ابنتها الوحيدة على يد والدها، قبل أن تضيف: «حاول يقطع لسانها بسكين سخن قبل ما تموت في إيده».
المجني عليها
كلمات الأم المكتومة تبعها انهيارها أرضًا أثناء الحديث، وكأن الدنيا قد باتت لا يسعها العيش فيها، لا ترجو شيئًا أكثر من أن يقتص القضاء لروح ابنتها من والدها قاتلها الذي تفنن في عذابها بزعم تربيتها.
البداية كانت بتلقي الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية، إخطارًا يفيد بورود بلاغ بمقتل طفلة داخل منزل أسرتها في قرية النخاس في نطاق مركز شرطة الزقازيق.
بالانتقال والفحص تبين من التحريات الأولية مقتل الطفلة «چيهان ع» طالبة في الصف السادس الابتدائي؛ إثر تعرضها للتعذيب على يد والدها، والذي كان يحاول تأديبها، فيما تحرر عن ذلك المحضر اللازم وبالعرض على النيابة العامة قررت نقل جثمان الطفلة المجني عليها إلى المشرحة وانتداب أحد الأطباء الشرعيين لإجراء الصفة التشريحية وبيان سبب الوفاة وكيفية حدوثها، قبل التصريح بدفن الجثمان عقب الانتهاء من الإجراءات القانونية اللازمة، وطلبت تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة وملابساتها وضبط وإحضار الأب المتهم.
أخبار الجمهور نبض الشعب وقلب الحقيقة
