وسائل الإعلام ودورها في تشكيل الواقع الاقتصادي والاجتماعي

بقلم: ميرال مؤنس

 

تُعَدّ وسائل الإعلام اليوم أحد أهم القوى المؤثرة في حياة الأفراد والمجتمعات، إذ تجاوز دورها مجرد نقل الأخبار والمعلومات إلى كونها أداة فاعلة في تشكيل الرأي العام، وتوجيه السلوك الاقتصادي والاجتماعي.

في ظل التطور التكنولوجي السريع وانتشار الإنترنت، أصبحت وسائل الإعلام — التقليدية منها كالصحف والتلفاز، أو الحديثة كمنصات التواصل الاجتماعي — جزءًا لا يتجزأ من الواقع اليومي للناس.

 

التأثير الاقتصادي:

 

تلعب وسائل الإعلام دورًا رئيسيًا في تحريك عجلة الاقتصاد. فالإعلانات التجارية تساهم في تنشيط الأسواق، وتشجع المستهلكين على اقتناء المنتجات، مما يزيد الطلب ويؤدي إلى نمو اقتصادي. كما أن الإعلام الاقتصادي المتخصص يقدّم تحليلات تساعد المستثمرين وصناع القرار في رسم سياسات مالية مدروسة.

إلا أن الإعلام قد يخلق أحيانًا موجات من القلق الاقتصادي عند تضخيم الأزمات أو نشر الشائعات، ما يؤدي إلى اضطراب الأسواق وانخفاض الثقة العامة.

 

التأثير الاجتماعي:

 

أما من الناحية الاجتماعية، فوسائل الإعلام أصبحت مرآة للمجتمع، تعكس تنوعه وثقافاته وقيمه. فهي تسهم في رفع الوعي بالقضايا الاجتماعية كالفقر والبطالة والتعليم، وتشجع على التضامن والمشاركة المجتمعية.

لكنها قد تسهم أيضًا في نشر أنماط سلوك سلبية، مثل التقليد الأعمى أو المبالغة في المظاهر، خاصة بين الشباب، مما يجعل الحاجة إلى إعلام مسؤول أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

 

وفي النهاية، العلاقة بين الإعلام والمجتمع علاقة تأثير متبادل؛ فكما يشكّل الإعلام وعي الجمهور، فإن الجمهور بدوره يحدد مصداقية الإعلام واستمراريته. لذلك، فإن بناء إعلام واعٍ، مستقل، وملتزم بالمصلحة العامة، هو حجر الأساس لتنمية اقتصادية واجتماعية متوازنة ومستدامة.