الرئيسية / مقالات / لا تولد قبيحا …كلهم اعدائي 

لا تولد قبيحا …كلهم اعدائي 

 

كتبت :يمنى ابو السباع

قصة رجائي حسين من ابشع القصص التي ممكن أن تراها 

هل شكلك يعد مقياس ؟!

هل الجواب يكون عنوانة دليل على محتواه ؟!

هذا الاديب المصري الذي يدعى رجائي حسين ضحية التنمر والنظرة الدنيئة من البشر 

……

هل القبح جريمة؟!

اظن “لا تولد قبيحا”

كان هذا العنوان هو اسم المجموعة القصصية للأديب رجائي حسين 

صراعات البشر النفسية هي من أصعب الصراعات، لك أن تتخيل أن تجد جميع من حولك يصفوك بالقبيح أو الشئ فتكره الجميع وتؤلف رواية من شدة هذا الصراع يكون عن أنها “كلهم اعدائي” 

لم يكن فقيرا ، بل كان من الأثرياء ، عاش مع والدته ، لم يتزوج لانه مصاب بأزمة نفسية سببها هذة النظرات القاتلة من البشر فلم يرغب بالدخول ف اي علاقات لدرجة أنه ذكر في إحدى قصص لا تولد قبيحا جملته الشهيرة(إحدى ميزات الوسامة الشديدة .. أن يصدقك كل الناس بينما أنت تكذب، أما الإنسان القبيح المكروه من كل الناس فإن أحدًا لن يصدقه حتى ولو قال الصدق، إنه متهم من كل الناس بالكذب .. مشكوك فيه دائمًا لانه غريب وقبيح).

عندما تفرغ تماما للكتابة كان في سن ٤٠،وبدأ يكتب ولكنه لم يجد من ينشر له فذهب الي خمسة صحفيين ولكنهم رفضو ، بل وان بعضهم رفضوا مقابلته من الأساس 

دخل في حالة اكتئاب طويلة ورفض الناس كما رفضوه 

اجر شقتين ، واحدة يجعلها مكتب والأخرى للعيش بها 

رغم أنه كان لدية عمارة ولكنه احب الاستقلال ، كان رتم حياته بطيئ للغاية كان يستيقظ، يذهب للإفطار في إحدى كافيهات مصر الجديدة ومن ثم السينما ثم يعود يكتب وينام 

انتهى من المجموعة القصصية الخاصة به وذهب بها للأستعلامات وتركها باسم الصحفي الشاب مصطفى عبد الله الذي عين فيما بعد رئيس تحرير اخبار الادب ، قرأ مصطفى عبد الله وكتب خبر عن المجموعة عندما قرأ رجائي هذا الخبر تجدد الامل في داخله وأجل الانتحار 

نعم فهذه الفكرة كانت مسيطرة على رجائي بشكل مخيف لدرجة أنه كتب فصل كامل في روايته بعنوان المنتحر 

ومن حسن حظه كانت الكاتبة حسن شاه مسؤولة عن الصفحة الأدبية في جريدة الأخبار فأخذت المجموعة القصصية والرواية وارسلتهم للدكتور نبيل راغب الناقد الكبير فقل لهم هذا الكاتب عظيم ف كتبو ا عنه دراسة …ف بات سعيدا للغاية وأجل الانتحار ولكن لمدة ٣شهور 

من كثرة الضغوطات التى زادت عليه من اهله المعارضين لشغله في الكتابة وفي الصحافة قرر الانتحار لانه لا بد 

وكانت طريقة انتحاره عنيفة للغايه فذهب وقرر أن يذهب معه كل عمله الذي كتبه ولم يرى النور 

احضر ١٢انبوبة بوتوجاز ٦في شقة المكتب و٦ في شقته الخاصة وفجر الشقتين 

واخذ عربتيه وذهب إلى شارع بغداد وكان معه سلاح (مسدس) مرخص لانه رجل غني ف كان من السهل أن يحصل على رخصة حمل هذا السلاح، ولأنه كان من بين حين وحين يتدرب به في صحراء مدينة نصر ، امسك بالسلاح وضرب طلقة على فخذه الأيسر لكي يختبر شدة الطلقة وتشجع وضرب دماغه بالنار 

وانتهت حياة (القبيح ) رجائي عليش 

ولكن الجدير بالذكر أنه لم يكن قبيحا ولكن إذا اجتمع شخص مع اثنان لديهم نفس الرأي ولم يوافق على رأيهم كان منبوذا 

…. 

كان الاديب رجائي عليش قد كتب وصيته وتركها في تابلوه سيارته وقال فيها “زهقت من العالم ويأست منه ..زهقت من الوسط الصحفي ..والوسط الثقافي ..أنهم ميتون “

وقد أوصى بثروته التي تبلغ ٣٠٠الف جنية (كان رقم كبير جدا في هذا الوقت) كان المبلغ حصيلة ارض زراعية وحساب في البنك ..واوصى أن تقسم وصيته على اتحاد الكتاب والى صفحة اخبار الادب في جريدة الأخبار.

حيث تقام مسابقة سنوية للكتاب الشباب والجائزة تقدم لكي تساعد الشباب ماديا 

ولكن !!!

رئيس تحرير جريدة الأخبار كان موسى صبري ..

لما تشاورا بخصوص هذا الميراث قال أحد المجتمعين أن هذا منتحر لا يمكن أن نأخذ أموال كافر ..ورفضوا اخذ المبلغ .

…   

واتحاد الكتاب كان رئيسه هو توفيق الحكيم وكان يبلغ من العمر ٨١عام ولم يعطي للموضوع أهمية 

……

موقف الأسرة كان عنيف للغاية حيث أنهم رفعوا قضية يتهمون رجائي بأنه مجنون لكي يحصلوا على الميراث …ولكن القاضي قال “دامش مجنون دا سيد العاقلين كمان ” الوصية لازم تتنفذ …ولكن في الاستئناف 

جريدة الأخبار لم تذهب( لأنه كافر )واتحاد الكتاب لم يذهب لا توفيق الحكيم لم يبالي ..وكسبت عائلة رجائي القضية 

فذهب جميع الميراث الي عائلة رجائي 

……….

هذا الكاتب العظيم ضحية تنمر سخيف 

واللطف من عند الله اسمى واغلى الصفات فقط كن لطيفا .

 

شاهد أيضاً

أشهر العادات والتقاليد الرمضانية في العالم

كتبت الصحفيه : فاطمه عبد المنعم علي يجمع شهر رمضان حول العالم بين الإيمان والتاريخ …