جريدة الجمهور نبض الشعب وقلب الحقيقة
مقالات مشابهة
محمد على
يمر الشعب الفلسطيني بمرحلة دقيقة في الآونة الأخيرة، بسبب التداعيات الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة لفيروس كورونا، هذا الفيروس الذي شل الحركة الاقتصادية في البلاد لقرابة ثلاثة أشهر، وأدى لانكماش الاقتصاد بنسبة 7%، وهي نسبة كبيرة حسب آراء بعض خبراء الاقتصاد.
من ناحية ثانية، تواجه فلسطين تحديات من نوع آخر، لعل أكثرها تداولا وإثارة للجدل ما يعرف بـ”قرار الضم”، حيث أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي المصادق عليها في البرلمان مؤخرا عن عزمها ضم أجزاء من الضفة الغربية، وغور الأردن.
وأثار الإعلان عن هذا المشروع حفيظة الكثير من الأطراف الدولية، حيث يرى البعض أن كيان الاحتلال عازم المضي في هذا المشروع، في حين يرى آخرون أن إسرائيل ليست جادة في ذلك، خاصة أن قرار الضم طُرح في سياق انتخابي تنافسي لا في سياق سياسي طبيعي.
من جانبه، هدد محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، بقطع العلاقات مع إسرائيل في حال قررت المضي في في قرار الضم بشكل رسمي، مشيرًا إلى انه على الرغم من ذلك فلا يمكن تبرير أي أعمال عنف في المنطقة وخاصّة الضفة الغربية.
في سياق متصل، هددت بعض الفصائل السياسية في فلسطين باستعمال العنف للرد على التهديدات الإسرائيلية، في حين انتقد آخرون ذلك الأسلوب مشيرين إلى انه لا ينبغي أن يهدد أي طرف المجهود الذي تشرف عليه السلطات لمواجهة أزمة “كورونا”، تحت أي مسمى من المسميات.
جدير بالذكر، أن فلسطين مازالت تعاني من خطر كورونا المباشر، وحتى إن نجحت فستتحمل تبعات هذا الوباء الاقتصادية نتيجة انخفاض العرض والطلب، وبالتالي تقلص الحركة التجارية، دون إغفال الدور المركزي الذي يقوم به قطاع السياحة في توفير مواطن شغل لسكان فلسطين.
ويعمل المسؤولين في رام الله على تجاوز الوضع الاقتصادي الراهن، وهو ما نجحت فيه السلطة الفلسطينية، خاصّة في الضفة الغربية، وظهر ذلك في الاستئناف التدريجي للحركة الاقتصادية في بعض المناطق، كما ناشدت الحكومة الشعب الفلسطيني بأن يكون جاهزا تمام الجاهزية للدفع بعجلة الاقتصاد في الأشهر والسنوات القادمة لتجاوز العجز الحاصل.
