فيلم السلم والثعبان يعكس تحولات المجتمع

فيلم “السلم والثعبان” يعكس تحولات مجتمع العشرينيات

 

كتبت: امنيه محمود

 

القاهرة – [تاريخ اليوم] – رغم مرور ما يزيد عن عقدين على عرضه الأول في عام 2001، ما زال الفيلم المصري “السلم والثعبان” يحتفظ بمكانته كأحد أبرز الأعمال السينمائية التي جسدت تحولات العلاقات العاطفية والاجتماعية في مطلع الألفية الجديدة. عودة تداول مشاهد الفيلم واقتباساته على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي مؤخراً، تؤكد على أن القضايا التي طرحها المخرج طارق العريان لم تفقد بريقها أو راهنيتها.

تدور أحداث الفيلم حول الصديقين المقربين، حازم (الذي جسد دوره النجم أحمد حلمي ببراعة)، المصور الصحفي المستهتر والساخر، ويحيى (النجم هاني سلامة)، رجل الأعمال الشاب الذي يعيش حياة روتينية ومستقرة، لكنها تفتقر للشغف. تنقلب حياة يحيى رأساً على عقب مع ظهور فرح (الفنانة حلا شيحة)، الشابة المتمردة التي تجسد الانفتاح والتحرر، لتشعل صراعاً داخلياً وعاطفياً يجبر يحيى على مراجعة كل قناعاته.

يُعد “السلم والثعبان” أيقونة تمثل جيل الشباب في تلك الفترة؛ فهو لم يكتفِ برصد قصة حب عادية، بل تناول بعمق حالة الاغتراب وعدم الرضا التي يعيشها الشباب في ظل التناقض بين التقاليد ورغبة التحرر. تميز الفيلم بجرأة الطرح والتصوير السينمائي الأنيق، بالإضافة إلى الأداء التلقائي والمقنع لنجومه، الذين كانوا في بداية تألقهم. دور أحمد حلمي كـ “حازم” تحديداً، كان علامة فارقة في مسيرته، حيث قدم خلطة من الكوميديا السوداء والتعليق الاجتماعي اللاذع.

النجاح المتجدد للفيلم حالياً يعود إلى قدرته على لمس الأوتار الحساسة في العلاقات الإنسانية التي لا تتأثر بمرور الزمن؛ من صراع بين العقل والقلب، وبين الواقع والمثاليات. لقد تحول الفيلم من مجرد قصة سينمائية إلى مادة خصبة للنقاش حول مفهوم الصداقة الحقيقية، والتضحية في الحب، وتكلفة البحث عن الذات في عالم سريع التغير.

 

​”السلم والثعبان” يظل دليلاً على أن السينما القادرة على طرح أسئلة جوهرية تبقى حية في وجدان الجمهور، حتى بعد أن يتحول جيلها الأصلي إلى جيل آخر أكثر ارتباطاً بالماضي عبر الشاشات الرقمية