تسارع عالمي في تبنّي الذكاء الاصطناعي… وخبراء يحذّرون من فجوة مهارية متزايدة
القاهرة – نوفمبر 2025
كتبت: ساره محمد
يشهد قطاع التكنولوجيا العالمي طفرة غير مسبوقة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، بعدما أعلنت كبرى الشركات الدولية عن توسّع كبير في دمج الأنظمة الذكية في مختلف مجالات العمل، من تحليل البيانات الضخمة وإدارة المخاطر إلى دعم صناعة المحتوى والأبحاث العلمية. ويأتي هذا التوسع في وقت تشير فيه تقارير دولية إلى أن الذكاء الاصطناعي سيُحدث تحولًا جذريًا في سوق العمل خلال السنوات الخمس المقبلة.
وبحسب تقديرات مؤسسات بحثية عالمية، فإن ما يقرب من 40% من المؤسسات أصبحت تعتمد بشكل مباشر أو غير مباشر على أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة العمليات وتقليل التكاليف وزيادة الإنتاجية. وتشير التقارير إلى أن الشركات التي تبنّت هذه التقنيات مبكرًا حققت نموًا ملحوظًا مقارنة بمنافسيها، خاصة في القطاعات المالية والطبية والتعليمية.
في المقابل، حذّر خبراء من اتساع الفجوة المهارية بين الوظائف التقليدية والمهارات المطلوبة في عصر الذكاء الاصطناعي، مؤكدين أن العديد من العاملين قد يواجهون تحديات كبيرة إذا لم يحصلوا على تدريب مناسب في مهارات التحليل الرقمي والبرمجة وأمن البيانات. كما أشاروا إلى أن التطور السريع لهذه التكنولوجيا قد يتطلب تدخلًا حكوميًا لوضع أطر تنظيمية واضحة، تضمن الاستخدام الآمن والمسؤول لها، خصوصًا فيما يتعلق بالخصوصية والشفافية والمساءلة.
وتعمل عدة دول، من بينها مصر، على تعزيز قدراتها في هذا المجال من خلال إطلاق برامج دعم للشركات الناشئة، وتدريب الشباب على تقنيات التعلم العميق وتحليل البيانات. كما تُجري الجامعات تحديثات واسعة في مناهجها لتأهيل جيل جديد قادر على التعامل مع متطلبات سوق العمل المستقبلي.
ومع استمرار هذا التحول، يرى خبراء التكنولوجيا أن السنوات المقبلة ستشهد اندماجًا أعمق للذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، مؤكدين أن نجاح الدول والشركات في مواكبة هذا التطور سيعتمد على قدرتها على الاستثمار في التعليم والمهارات الرقمية، ووضع سياسات تضمن تحقيق التوازن بين الابتكار وحماية المجتمع
أخبار الجمهور نبض الشعب وقلب الحقيقة