يوميات بين الحلم والتعب

بقلم: ماجد أشرف

في زمن تتسارع فيه الدقائق كما لو كانت تهرب من عقارب الساعة، يعيش الإنسان معركة صامتة بين ما يريد أن يكونه، وما تُجبره الحياة أن يكونه.

تبدأ الحكاية كل صباح، حين يفتح عينيه على ضوء يوم جديد، يختلط فيه الأمل بالتعب، والحلم بالواجب. يحمل كوب قهوته، يتفقد هاتفه، يقرأ أخبارًا متناقضة؛ حرب هنا، إنجاز هناك، ثم يبتسم رغم كل شيء، ويقرر أن يكمل يومه.

 

في المواصلات، على الأرصفة، في المكاتب، وحتى في البيوت، تتشابه الوجوه وتختلف القصص. هذا يطارد فرصة، وذاك يهرب من ماضٍ، وآخر يبحث فقط عن لحظة هدوء بين ضجيج الأيام.

الكل يسير، والكل يحاول، وكأن العالم مسرح كبير، كل إنسان فيه يؤدي دوره بإتقان، وإن كان قلبه يتعب من وراء الستار.

 

لكن وسط هذا الزحام، هناك لحظات صغيرة تصنع الفرق؛ ابتسامة طفل، مكالمة من صديق، أغنية قديمة، أو غروب جميل يُذكّرنا أن الحياة رغم قسوتها ما زالت تمنحنا أسبابًا للبقاء.

 

وفي نهاية اليوم، يعود الإنسان إلى نفسه. يخلع أقنعته، ينظر في مرآته، ويسأل:

هل كنت أنا اليوم؟ أم كنت فقط أؤدي ما يُطلب مني؟

ثم يبتسم مرة أخرى، ويهمس لنفسه: “غدًا سأحاول من جديد.”

وفي ختام تلك الأقوال، نذهب لكي نجلس مع الشاعر إيليا أبو ماضي، وهو يقول لنا:

“كن جميلاً ترى الوجودَ جميلاً”