الرئيسية / الرأي والرأي الاخر / الدكتورة فتحية الفرارجي تكتب : “قدوتك مين”؟

الدكتورة فتحية الفرارجي تكتب : “قدوتك مين”؟

بقلم : الدكتورة فتحية الفرارجي ـ أستاذ اللغة الفرنسية ـ كلية التربية جامعة طنطا

في البداية أود أن أبدأ حديثي بسؤال ربما يشغل البعض ويشكل أهمية كبيرة فى إعداد الأجيال، من المسئول عن صناعة الأبطال والقدوه المجتمعية ؟

إن صناعة الثقافة واضطرابات الهوية والحرب النفسية والتشتت في وسائل التواصل وغياب الدور الفعال والتعليم داخل جدران المدارس وخطورة القولبة والسجن النفسي داخل مشاعر عدم الاهتمام وعدم وجود دور فعال داخل المجتمع وعدم القدرة على تحقيق الذات وغياب ثقافة إدارة الذات وعدم تمكن المجتمع من ترسيخ بناء جوانب الشخصية، ربما تولد أزمات ونكبات مع تفشى الأوبئة على مستوى العالم أجمع وربما تزداد حالات التشوه في بناء الشخصية وخطورة نشوء أجيال تتسم بالاستنساخ أو التشتت أو غياب الاعتزاز بالهوية ومقاومة الشعور بالموفوفيا فى أوقات فرضت فيها العزلة بالمنزل لأوقات طويلة يخيم فيها ويغزو بقوة الحضور الافتراضى لوسائل التواصل الإجتماعى.

ومن المرتكزات الأساسية في بناء الشخصية وجود القدوة والمثل الأعلي  وتحفيز الشباب من خلال نماذج تبني وتحافظ علي الكيان الأخلاقي، فلا مجتمع إنساني بلا أخلاق، وفى الآونة الآخيرة ربما تزداد أهمية استراتيجية التقييم الإيجابي وتقبل المسئوليه الشخصية  والإحساس بالأمن النفسي فى وقت زاد فيه الخوف أيضًا من الاختلاط بالآخرين.

فالإنسان يتعلم ليعمل، ويتعلم ليشارك الآخرين، ومن التحديات القوية فى تلك الآونة الأخيرة تصنيع رجال من أفراد المجتمع بمزيد من الحيوية والنشاط وبناء مواطن لديه صمود نفسي ومرونة ويقظة نفسية واستنهاض همتة لتجاوز المواقف الصعبة والتسامي علي منغصات الحياة وكذلك الاهتمام بالصحة النفسية الإيجابية من التقبل والرضا والتصبر والسكينة النفسية.

ومن أخطر الأمور اليوم، هو افتقاد الإحساس ببهجة التعلم وتفشى ظاهرة إعلاء من لم تلمس أقدامهم ساحة التعليم والتعلم بمعناه الحقيقى والحصول على ألقاب فخرية وأوسمة وألقاب علمية دون بذل أى جهد وبلا عمل وبلا رسائل وبلا عمل فى المجال الجامعى، مما يسبب نوعًا من الصراع الحقيقى داخل المجتمع واهتزاز قيمة العمل وأهمية العلم  والسعى والاجتهاد فى طريقه.

ومع المبالغة في التشدق بالحداثة ومحو الجانب الإنساني وحبس الذات في أسلاك التكنولوجيا مع غياب المرجعية والاطلاع والثقافة من مصادر موثوقة والتشتت في عالم هلامي افتراضي، ستتولد أجيال هشة لا طاقة لها على التعلم ولا تملك الحماسة والحب للقراءة والثقافة. ومع التطور والحداثة أود أن أختتم كلمتى بهذا السؤال، هل سيحتضر كل من  الورقة والقلم والكتاب الورقي مع التطور التكنولوجى وهيمنة العالم الافتراضى ؟

وبعد دعوتي وحضوري للاحتفالية السنوية الثانية للمنتدى العربى الأفريقى  بمركز التعليم المدنى بالقاهرة، أود اقتراح عمل برنامج بالتعاون مع الدكتورة الفاضلة هالة العزب بعنوان ” قدوتك مين”؟،  وتوجيه الشكر للدكتور أيمن عيسى رئيس المنتدى العربي الأفريقى للتدريب والتنمية والدكتور سعد أبو نار الأمين العام للمنتدى.

شاهد أيضاً

حكاية مثل شعبى «إقلب القدرة على فمها تطلع البنت لأمها»

كتبت :دعاء منصور مثل نسمعه كثيرا، وهو منتشر فى كثير من البلاد العربية، باختلاف بعض …