بقلم/ محمد بدر
المولد النبوي أو مولد الرسول هو ذكرى سنوية في يوم مولد النبي محمد بن عبد الله في 12 ربيع الأول حسب أشهر الأقوال عند أهل السنّة أو 17 ربيع الأول حسب المنظور الشيعي. حيث يحتفل به المسلمون في كل عام في بعض الدول الإسلامية ليس باعتباره عيدًا أو عبادة بل فرحة بولادة نبينا رسول الله محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم. حيث تبدأ الاحتفالات الشعبية من بداية شهر ربيع الأول إلى نهايته، وذلك بإقامة مجالس ينشد فيها قصائد مدح النبي مثل ( طلع البدر علينا) و غيره، وتكون فيها الدروس من سيرته، وذكر شمائله ويُقدّم فيها الطعام والحلوى، مثل حلاوة المولد.
مولد النبي نور على نور وُلد سيد الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين في يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل، حيث أضاء بحسنه مكة المكرمة التي وُلد فيها، فكان بشرى لأمه آمنة بنت وهب، وخير خلف لأبيه الهاشمي المتوفى عبد الله بن عبد المطلب ومصدر فخر وسرور لجدّه عبد المطّلب الذي تبنّاه بعد وفاة أمه، ثم ولّى أمره لعمه أبي طالب من بعده.
فاض الشوق إليك فماذا نقدم في ميلادك؟ في يوم مولد النبي العظيم يُقدّم المسلمون له صلواتهم وحبهم ودعاءهم بأن ينالوا شفاعته يوم القيامة، وأن ينالوا شرف رؤية وجهه الكريم، فالنبي الأعظم يرتوي من يرى وجهه بالخير والإيمان والطمأنينة، ويشعر القلب بالخير يملأ جنباته لمجرد أن يتذكره، لهذا فإنّ اتباع سيرته وسنته هي أعظم ما يُمكن أن يُقدمه المسلمون في يوم ميلاده العظيم الملهم لهم جميعًا. كما تُعقد حلقات الذكر في المساجد، فيما تعلو بعض الترنيمات بالمدائح النبوّية العذبة، وتُنصبُ الخيام التي تعجُّ بأصناف الحلويات والسكاكر، ويُرى الخلق متزاورين حاملين أصنافًا شتى منها كلٌ وفقًا لعاداته وتقاليده المتعارف عليها، فهذا (المشبّك) ببهجة ألوانه وحلاوة طعمه يبهج الناظر ويسرُّ الآكِل.في هذا اليوم العظيم يُستحسن الذكر، والإكثار من الصلاة على الشفيع لنيل شفاعته يوم الدين، كما يجب أن تُستغل هذه الذكرى بكل ما هو مفيد من عمل الخير باختلافه طرق تقديمه ، فتُقدّم الصدقات وتُستذكر الأحاديث النبوية الشريفة والسنن، ويُجمع الأطفال على فيضٍ من المواقف النبويّة السمحة ليتعرفوا على نبيِّهم وهادي أمتهم أكثر، ويتلمَّسون حلاوة أخلاقه بقلوبهم؛ ليقتدوا به.
مولد النبي فرصة لاستذكار سيرته العطرة ميلادك يا نبي الله ليس يومًا عاديًا ولن يكون، إذ تكمن أهميته بأنّه يومٌ لميلاد أمة وهي أمة الإسلام التي فضلها الله تعالى على كلّ الأمم، وجعل شعارها التوحيد وشهادة أنّ لا إله إلا الله، وأنّ محمدًا رسول الله، ويا له من نورٍ وشرف عظيم ينتمي فيه المسلم إلى أعظم نبي. في يوم ميلادك نستذكر سيرتك العطرة وأخلاقك الحسنة، فأنت قدوتنا في الصدق والأمانة والإحسان والصبر والشجاعة والرحمة، فصبرك على أذى قريش، وإحسانك لجارك اليهودي الذي كان يُؤذيك، وعطفك ورحمتك بالأطفال والمسلمين، وغيرها من المواقف دليل على أنّك خير الناس لحمل رسالة سماوية عظيمة، صدق الشاعر أحمد شوقي عندما قال وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ ولادة نبي الأمة كانت مليئةً بالعبر والدروس الكثيرة، ويكفي أنّ الله تعالى جعل هلاك من أرادوا هدم الكعبة في العام الذي وُلد فيه النبي العظيم، وأمطرهم بحجارة من سجيل، وفي يوم مولده أشرقت الأرض بنور ربها، وفاض النور في جميع مكة وما حولها ابتهاجًا بقدومه، لقد كان يومًا عظيمًا يشهد له كل من حضر، وهذا دليلٌ على أنّه ميلاد خير البشر. غاب الربيع لكن زهره لم يذبل في الختام، في يوم ميلادك يا نبي الله يقف المسلمون صفًا واحدًا موحدين متحابين ينتمون إلى نبيهم العظيم الذي اصطفاه الله تعالى من بين جميع العباد ليُكلفه حمل الرسالة وتبليغ الأمانة، وليس غريبًا أن يشعر المسلمون في كل عام تمر فيه ذكرى ميلاد النبي أنّ هذا اليوم هو خاصٌ بهم جميعًا؛ لأنّه يملأ قلوبهم بالصفاء والبهجة وحب الحياة. و فى الختام اسعي دائم للم الشمل و صلت الارحام و تقديم الكلمة الطيبه فى هذة الايام المباركة المليئه بنفحات المباركة